• Mon. Jan 27th, 2025

24×7 Live News

Apdin News

التدخل المستمر في الحياة الزوجية للابن.. إنذار بالطلاق

Byadmin

Jan 26, 2025


كشفت قضايا شهدتها أروقة المحاكم أخيراً عن تداعيات سلبية، نجمت عن تدخل الأهل المستمر في حياة أبنائهم وبناتهم الزوجية، بعد تجاوزها «الخط الأحمر».

وعلى الرغم من صدور كثير من حالات التدخل عن نوايا حسنة لديهم، ورغبة حقيقية في تحسين وضع أو ظرف ما، فإن عدم إدراكهم أن هناك حدوداً للتدخل ينبغي مراعاتها، كان السبب في حدوث تفكك أسر للأبناء.

وقالت المستشارة القانونية والمحامية، فاطمة آل علي، لـ«الإمارات اليوم»، إن المحاكم تعج بقصص حول تدخل أمهات في حياة أبنائهن وبناتهن الزوجية، نتيجة الجهل بالحدود التي ينبغي التوقف عندها، مضيفة أن «هناك أمهات يعتقدن أن تصرفاتهن تهدف إلى حماية أبنائهن، إلا أن الحقيقة أنها قد تكون سبباً رئيساً في تهديد استقرارهم الأسري».

وسردت آل علي قصصاً واقعية رصدتها من خلال عملها في المحاكم، مبينة أن بعض هذه المواقف يحمل رسائل عن أهمية توعية الوالدين بضرورة احترام حدود الخصوصية في العلاقة الزوجية بين أبنائهم وزوجاتهم، مؤكدة أن «كثيراً من القضايا أظهر أن التدخل غير المبرر، ولو كان مصدره حسن النية، يؤدي غالباً إلى توتر الأسرة الصغيرة، ويضع الأبناء في موقف الاختيار بين إرضاء الأهل والحفاظ على استقرار حياتهم الزوجية».

وأوضحت أن العديد من القضايا التي تصل إلى المحاكم تنطوي على دروس مهمة حول طبيعة العلاقة المثلى بين الأهل – خصوصاً الأمهات – والأبناء المتزوجين، وتكشف عن حاجة ملحة لتوعية الأهل بضرورة التفرقة بين الرغبة في المساعدة أو النصح، وبين تجاوز حدود الخصوصية التي تضمن استقرار الحياة الزوجية.

وتابعت أن التدخلات المستمرة، سواء في الأمور المالية أو التربوية، أو حتى في اتخاذ القرارات اليومية البسيطة، يمكن أن تسبب شرخاً في العلاقة بين الزوجين، وأن تخلق بيئة مشحونة تجعل الأبناء يشعرون بضغط مزدوج، يحول دون الالتزام بواجباتهم تجاه شركاء حياتهم، كما يمنعهم من تلبية توقعات الأهل، ما يؤدي إلى تفاقم الخلافات الأسرية.

وتحدثت آل علي عن قضية زوجة كانت تدرس في جامعة بإمارة أخرى، ما دفع زوجها إلى اتخاذ قرار بالانتقال للعيش بالقرب من مقر دراستها، إلا أن قراره لم يلق قبولاً لدى والدته، التي اعتبرت أن انتقاله بهذه الطريقة يتعارض مع مفهوم «الرجولة».

وعلى الرغم من أن الزوج كان يسعى لتحقيق التوازن بين دعم زوجته وحفاظه على علاقة جيدة مع والدته، فإن التوتر بين الطرفين كان واضحاً، ووصل الأمر إلى إصرار الأم على إقناع ابنها بأن إرضاءها هو الأهم، واختارت أن تُخيّره بين طاعتها والاستمرار في زواجه.

وتابعت آل علي أن هذه الحالة تسببت في صراع داخلي للزوج، حيث كان يعيش تحت ضغطين متناقضين، الأول رغبته في الحفاظ على استقرار حياته الزوجية، والثاني الضغوط المجتمعية الناجمة عن قراره الانتقال للعيش في الإمارة التي تدرس فيها زوجته، وهي الخطوة التي أثارت استياء والدته.

وأضافت أنه على الرغم من محاولات الزوجة المستمرة التواصل مع الأم، وتخفيف حدة التوتر، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل، ما جعل الأمور تزداد سوءاً.

وذكرت آل علي قضية أخرى عن زوج قرر بشكل مفاجئ تطليق زوجته، دون تقديم مبررات واضحة لها.

وعلى الرغم من محاولات الزوجة المستمرة التمسك بالعلاقة، والبحث عن أسباب القرار، فقد كانت الإجابة نفسها «لا أستطيع الاستمرار».

وقالت إن الزوجة كانت تذرف الدموع في كل جلسة من جلسات التوجيه الأسري، فيما ظل الزوج متمسكاً بموقفه، ومصراً على الطلاق. لكن التحقيق في القضية كشف أن تدخل أسرته، لاسيما والدته، كان له دور كبير في اتخاذه هذا القرار، إذ كانت تعتبر أن الزوجة «لا ترقى لمستوى الأسرة»، بسبب اختلافات اجتماعية معينة، وهذا التدخل المستمر، الذي كان يهدف إلى إرضاء الأسرة على حساب الزواج، دفع الزوج إلى اتخاذ قراره.

وذكرت أن المحكمة حكمت للزوجة بحقوقها الزوجية والنفقة، ولكن الضرر النفسي الذي وقع عليها كان واضحاً في جلسات القضية، إذ كانت تعبر عن شعورها بالإهانة نتيجة للضغط العاطفي الذي تعرضت له.

كما تروي آل علي قصة لزوجة أُجبرت على الطلاق بسبب إصرار والدة زوجها على أنها لا تخدمها بالشكل المطلوب، إذ كان الزوج تحت ضغط شديد من والدته التي اتهمت الزوجة بعدم القيام بواجباتها تجاهها، على الرغم من أن الزوجة كانت تبذل جهدها لتلبية احتياجات زوجها ووالدته.

وأضافت: «تأثرت العلاقة بين الزوجين بشدة نتيجة التدخل المستمر، إلى درجة أن الزوج كان يضع مطالب والدته فوق حاجات زوجته، إلى أن قرر إنهاء زواجه منها إرضاءً لوالدته، وهو ما أثر بشكل عميق في الزوجة».

وقالت إن زوجة رفعت دعوى طلاق بسبب إهمال زوجها لواجباته الأسرية، إذ كان يقضي معظم وقته مع والدته بعد العمل، متجاهلاً متطلبات أسرته اليومية، مثل رعاية أبنائه الأربعة والاهتمام بشؤونهم.

وعلى الرغم من محاولات الزوجة تحسين الوضع، مطالبة زوجها بالموازنة بين رعاية أسرته وزيارة والدته، فقد أصر الزوج على رفض المناقشة، واعتبر أن من واجبه الاهتمام بوالدته.

وقالت آل علي: «مع مرور الوقت، بدأت العلاقة الزوجية في التفكك، لشعور الزوجة بالإهمال، وعدم وفاء الزوج بواجباته نحو أسرته، وانتهى الأمر برفع دعوى طلاق».


تويتر


By admin