أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الأزمة الحالية «عدت على خير». وشدد على أنه لن يسمح بالمساس بالسلم الأهلي على الإطلاق، مؤكداً أن سورية سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة إلى الوراء. ودعا الشرع في كلمة له عقب صلاة الفجر اليوم (الأحد)، بأحد مساجد حي المزة في دمشق، إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في البلاد. واعتبر أن ما يحدث في سورية حالياً هو ضمن التحديات المتوقعة.

وطالب الشرع جميع القوى التي التحقت بأماكن الاشتباك بالانصياع لأوامر القادة العسكريين، وإخلاء المواقع فوراً لضبط التجاوزات الحاصلة.

وشدد على أن كل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حساباً شديداً، لافتاً إلى أن «أهلنا في الساحل السوري في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم».

ودعا الرئيس السوري قوى الأمن إلى عدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة برد الفعل، وأكد أن «ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا». ولفت إلى أن الدولة ستستمر بحصر السلاح بيدها ولن يبقى سلاح منفلت في سورية، وستحافظ على السلم الأهلي في البلاد.

وقال إن بعض فلول نظام بشار الأسد سعت لاختبار سورية الجديدة التي يجهلونها، وخاطبهم بالقول «إننا قاتلناكم في معركة التحرير رغم حرصكم على قتلنا، نريد صلاح البلاد التي دمرتموها ولا غاية لنا بدمائكم»، مشدداً على أن سورية ستلاحق فلول الأسد وستقدمهم للمحاكمة.

وأكد الرئيس السوري أن سورية اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، وهي تعني الجميع ومهمة للجميع، وهي واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ولا خوف على بلد يوجد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح.

وشهدت اللاذقية وطرطوس خلال الأيام الثلاثة الأخيرة توتراً أمنياً على وقع هجمات منسقة لفلول نظام بشار الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية ومستشفيات، وأوقعت قتلى وجرحى.

وكانت وزارة الدفاع السورية قالت إن الأوضاع في اللاذقية وطرطوس تحت السيطرة، وإنها ضيقت الخناق على من تبقى من فلول النظام السابق في مناطق جبلية بريفي المحافظتين.

وانطلق رتل لقوات الأمن العام من محافظة إدلب إلى منطقة الساحل السوري لإسناد العمليات الجارية لملاحقة فلول نظام بشار الأسد، في حين وقعت هجمات على نقاط أمنية ببلدات في ريف دير الزور شرقي البلاد.

ونشرت وكالة الأنباء السورية (سانا) صوراً قالت إنها لانطلاق رتل الأمن العام من إدلب إلى الساحل «لملاحقة فلول النظام البائد وبسط الأمن والاستقرار في المنطقة».