قال رئيس لجنة الاحتضان في دبي رئيس قسم التوجيه الأسري في محاكم دبي، أحمد عبدالكريم، خلال لقاء مع منصة «عرب كاست»، إن الأطفال يلقَنون ادعاءات ضد أحد الأبوين مثل «أمي لا تحبنا»، أو «أبي عنيف أو يتحرش» أو «لا نريد رؤية الأب أو الأم»، لافتاً إلى أن اللجنة تدرس من خلال أعضائها مدى البراءة والعفوية في ردود الأطفال، وحال التأكد من وجود تلقين من أي طرف يثبت في التقرير.
وأفاد بأن من أخطر الحالات التي مرت على اللجنة، وانتهت للمرة الأولى بصدور حكم نهائي بإسقاط الحضانة عن الأم، بدأت بتحريض من الأم الحاضنة للأطفال على عدم رؤية والدهم، وادَعت أن هذه هي رغبتهم الشخصية، وشكا الأب إلى المحكمة متوسلاً رؤية أبنائه، وغرمت الأم بسبب سلوكها، وثبت من قبل مجلس الرؤية عدم تعاونها في هذا الجانب.
ولفت إلى أن المحكمة أحالت الحالة إلى لجنة الاحتضان، وكانت الصدمة أن الأم لجأت إلى التصعيد، وارتكبت تصرفاً بالغ الخطورة، إذ اصطحبت الأطفال إلى طبيب نفسي، ولقنتهم بأن يقولوا إن والدهم تحرش بهم.
وقال عبدالكريم إن فريق اللجنة جلس معها وسألها عن واقعة التحرش، فارتبكت، وقالت لم أرَ شيئاً، لكن الابنة قالت ذلك، ثم غيرت كلامها، وادَعت أنه كان عنيفاً مع الطفلة، ثم ذكرت أن ابنتها كانت تتوهم، وهي ليست مسؤولة عن ذلك.
وأضاف أن الباحثة الاجتماعية جلست مع ابنهما وهو طفل صغير، وسألته بعد أن طمأنته وشعر بالراحة معها، ما إذا كان يحب والده، فرد الطفل بالإيجاب، ثم سألته، هل تود رؤيته، فتردد الطفل، وقال «يمكن أن تغضب أمي».
وأشار إلى أنه بفحص الحالة تبين أن الرجل أب جيد، ويحب أبناءه، ومتعلق عاطفياً بهم، وينفق عليهم بكرم، ويتكفَل بمصاريفهم، ويذهب إلى المدرسة منتظراً في الشمس لرؤيتهم، ومن ثم بعد أن حصلت اللجنة على قرائن عدة، قدمتها إلى المحكمة وأوصت بإسقاط الحضانة وهذا أمر كبير، واستجابت المحكمة وصدر حكم بالإسقاط، فطعنت الأم عليه، لكن أيدته محكمة التمييز وصار نهائياً.
وأكد عبدالكريم إن اتهام أحد الطرفين بالتحرش بالأبناء، سواء كان من قبل الأم تجاه الأب، أو من قبل الأخير تجاه زوج الأم، أمر جلل وخطر ويوجع القلب، لأن تأثيره مدمر على الأبناء، ولا يمكن التهاون معه.
وتابع أنه لو كان الأمر بيده لتشدد في مواد القانون المتعلقة بالرؤية، لأنه لا يحق لطرف حرمان الآخر من رؤية أبنائه، إذ يعد هذا سبباً رئيساً للجنوح، لافتاً إلى أنه على الرغم من التعديلات التشريعية في هذا الصدد إلا أن الإشكالات لاتزال مستمرة في جميع إمارات الدولة.
تلقين الأم
وأفاد بأنه من الحالات التي تعاملت معها اللجنة، أب لاحظ أنّ أبناءه يرددون كلاماً واحداً ضدّه: «أنت تضربنا»، «لا نحبك»، «نخاف منك»، فرفع شكواه للمحكمة.
وتابع أن الأم أنكرت أنّها لقّنتهم، وقالت إن الأطفال يعبرون عن مشاعرهم بصدق، فاستمعت اللجنة للأطفال، ولاحظت أنّ الإجابات متكررة ومتشابهة بشكل غير طبيعي، ما دلّ على وجود تلقين.
وسجلت ذلك كعامل سلبي ضد الأم، وأكدت أنّه يضر مصلحة الأطفال، واعتمدت المحكمة التقرير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news