
في عام 1968، خطا ميك ميني خطوة غير مسبوقة في التاريخ البشري حين قرر أن يدفن نفسه حيّاً لأكثر من شهرين متواصلين، ساعياً لتحقيق رقم قياسي عالمي واسم يخلد ذكراه، في مغامرة جمعت بين الجرأة والخطر والجنون.
ميك ميني الذي بدأ حياته المهنية في الملاكمة قبل أن تنهكه إصابة جسدية فتحول للعمل في التنقيب والأنفاق بلندن، وهناك بزرت فكرة الدفن الطويلة. وفي 21 فبراير، اجتمع أنصاره ووسائل الإعلام في شوارع كيلبورن لمتابعة إنزال تابوته – بطول 1.90 متر وعرض 76.20 سنتيمتر، مزود بأنبوب هواء ونظام غذاء صغير – إلى ساحة بناء، إذ غُطي بالتربة بالكامل.
هدفت التجربة إلى تحطيم الرقم القياسي السابق الذي سجله الأمريكي بيل وايت بـ55 يوماً، واستطاع ميك البقاء مدفوناً لمدة 61 يوماً متواصلة، وسط متابعة عالمية في البداية، رغم أن الأحداث الكبرى في العالم لاحقاً قلّلت من الاهتمام الإعلامي.
رافقه في المغامرة مايكل «بوتّي» سوغرو منظّم عروض السيرك السابق، الذي أشرف على كل تفاصيل الحدث، من فتحات التهوية إلى تواصل ميك مع العالم الخارجي عبر الهاتف، مع إدارة حاجاته الأساسية.
وعلى الرغم من الجرأة والتفاني، لم يجنِ ميك أي ثروة، إذ اتهم سوغرو بالاستيلاء على الأرباح، وفقد اعترافاً رسمياً بإنجازه بعد أن سجلت منافسة لاحقة باسم إيما سميث 101 يوم مدفونة، ما سرق الأضواء التي كان يستحقها.
وأنهى ميك ميني حياته المهنية بالعودة إلى عمل اعتيادي في مجلس مدينة كورك، حتى وفاته عام 2003، لكنه ترك إرثاً من الجرأة والتحدي، تُخلّد تفاصيله اليوم في الفيلم الوثائقي الجديد Beo Faoin bhFód على TG4، الذي يوثق رحلة رجل سعى لتجاوز حدود الصبر البشري.