• Fri. Jun 13th, 2025

24×7 Live News

Apdin News

عبدالرحيم رمزي… سلامٌ على الذين لا يرحلون حقًا – أخبار السعودية

Byadmin

Jun 12, 2025



كان يمشي بين الناس كالغيم؛ لا يُرى إلا وقد ترك أثرًا. لا يُصافحك إلا وتنسى أنك غريب، ولا يُجالسك إلا ويمتد الوقت من طيب حديثه، وكأن الساعة تخجل أن تمضي في حضرته.

عبدالرحيم رمزي (أبو رمزي) لم يكن مجرد اسم في دفتر الحياة، بل فصلٌ كامل في كتاب المروءة.

كان وجهه سلامًا، وصوته طمأنينة، وبيته ملاذًا للقلوب المتعبة. من مكة إلى الباحة، لم يكن منزله جدرانًا تُغلق، بل ظل شجرة وارفة يجلس في ظلها القريب والبعيد، ويأوي إليها الضيف والمعارف، وكل من مرّ بجوار النبل فشمّ رائحته.

لم يكن يُثقل على أحد، لكنه كان يُغني كل من عرفه. في ملامحه سكينة، وفي طبعه عذوبة، وفي حضوره شيء من زمن الرجال الذين إذا وعدوا صدقوا، وإذا أعطوا أغنوا، وإذا غابوا، تركوا الكون أكثر وحدة.

من آل رمزي خرج، وفيهم سكن الجود والخلق والعراقة. لكن عبدالرحيم لم يكن مجرد امتداد لبيت كريم، بل كان هو بذاته كرمًا نابضًا، لا يفتعل المكارم، بل يصنعها كما يُصنع الخبز في بيوت الطيبين؛ من ماء القلب، ونار الحب، وملح النوايا الصافية.

يا أبا رمزي، ما كنت تزاحم أحدًا على شيء، لكنك كنت تسبق الجميع إلى كل جميل: إلى البسمة، إلى الكلمة الطيبة، إلى البذل الصامت، وإلى المجالس التي كانت تطيب بك لا بما فيها.

ترجّلت في يومٍ له منزلة، وأخذت معك جزءًا من الفرح. وكأنك أبيت أن تكتمل أيام العيد من دونك، فجعلتها ناقصة حين غبت.

ومع ذلك، نؤمن أن الله لا يقبض الطيبين إلا وقد أعدّ لهم مكانًا يليق بقلوبهم. فلا نقول وداعًا، بل إلى لقاء… حيث لا وجع، ولا فَقد، ولا دمعة تُغافل العين.

رحمك الله بعدد من أحبك، وبقدر ما زرعت من معروف، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وروحك في طيب المقام، ومكانتك في أعلى عليين.

وعزاؤنا أنك عشت كما ينبغي للكرام أن يعيشوا، ورحلت كما يرحل العظماء… في صمتٍ يوجع، وذكرٍ لا يزول.

د. أحمد بن فيصل الغامدي

مستشار المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة

أخبار ذات صلة

 



By admin