كشف المؤتمر السنوي الإماراتي الدولي الخامس، بالتعاون مع الجمعية العربية للطب النووي، والمنعقد في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، عن تقنية طبية جديدة تُمكن من تشخيص مرض الزهايمر قبل ظهور الأعراض السريرية بدقة تتراوح من 90 إلى 95%، من خلال تتبع تراكم بروتينات معينة في الدماغ باستخدام الكاميرات الهجينة المعتمدة على تقنيات التصوير الجزيئي، ما يُعد إنجازاً طبياً نوعياً لأول مرة في دولة الإمارات، يعزز فرص التدخل المبكر وتحسين جودة حياة المرضى.
ويستعرض المؤتمر، المستمر على مدار يومين، بمشاركة واسعة لأكثر من 300 مختصاً من داخل الدولة وخارجها، و35 محاضراً وخبيراً دولياً في مجالات الطب النووي والعلاج الإشعاعي، أحدث ما توصل إليه العلم في تشخيص وعلاج الأورام باستخدام التصوير الجزيئي والعلاج الإشعاعي الجزيئي، إلى جانب استعراض أفضل الممارسات العالمية ومناقشة نتائج العلاجات الحديثة وفق أحدث البروتوكولات الطبية.
وقالت أستاذ مساعد في الطب النووي بجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ورئيس قسم الطب النووي في هيئة الصحة بدبي، ورئيس الجمعية العربية للطب النووي الدكتورة بتول البلوشي، إن المؤتمر يجمع نخبة من العلماء والخبراء من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة الابتكارات الحديثة التي تُسهم في تحسين جودة رعاية المرضى، لا سيما في مجالات الأورام والغدة الدرقية.
وأضافت أن المؤتمر يهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وفتح آفاق جديدة للبحث العلمي والتطوير المهني، إضافة إلى تسليط الضوء على الإمكانات الواسعة للطب النووي في تحسين حياة المرضى، من خلال فهم أعمق للتقنيات المتقدمة وتطبيقاتها السريرية، مشيرة إلى أن المؤتمر يركز هذا العام على تطبيقات الطب النووي في علاج الأورام، منها أمراض الدماغ والغدة الدرقية، إلى جانب تشخيص وعلاج السرطانات باستخدام التصوير الجزيئي والعلاج بالمواد المشعة، خاصة سرطان البروستاتا والغدة النخامية.
إشادة دولية بتجربة الإمارات
من جهتها، أكدت رئيسة قسم الطب النووي والأشعة التشخيصية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتورة ديانا بيز، أن الطب النووي يشهد نمواً متسارعاً في المنطقة، مشيرة إلى أهمية المؤتمر في تعزيز التعليم المستمر ونقل المعرفة.
وأشادت بتجربة دولة الإمارات قائلة: “ما نشهده في الإمارات، وخاصة في دبي، يُعد نموذجاً متقدماً في استخدام أحدث التقنيات والتطبيقات العلاجية، مدعوماً بكفاءات طبية عالية التجهيز، مما يجعل الدولة على مسار واضح نحو التوسع المستدام في خدمات الطب النووي، كما أكدت التزام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمواصلة دعمها للتعاون الدولي في هذا المجال، بهدف تطوير التخصص وتوسيع نطاق استفادة المرضى من هذه الخدمات الحيوية.
وقال رئيس الجمعية الآسيوية والأقيانوسية للطب النووي، الدكتور أكرم الإبراهيم، إن المؤتمر يجسّد التطور الكبير في الطب النووي، خاصة في مجال الطب الشخصي الدقيق، من خلال توجيه العلاجات بدقة نحو الخلايا السرطانية دون التأثير على الأنسجة السليمة، بفضل التشخيص الجزيئي المتقدم.
وأكد استشاري أول في الأشعة والطب النووي من مملكة البحرين، الدكتور عبد الحميد العوضي، على أهمية توسيع نطاق استخدام الطب النووي في علاج أمراض متعددة، قائلاً “في السابق، كان الطب النووي يُستخدم في نطاق بسيط، لكن اليوم بات يُوظف في علاج أمراض معقدة تشمل الدماغ والكبد والكلى والسرطانات، ما يدل على التوسع السريع لهذا التخصص الحيوي.”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news