
في اكتشاف نادر أشبه بعالم الخيال، رصدت ولاية آسام الهندية أول ثعبان ماء آسيوي مهق (ألبينو) يتجول في الحياة البرية، ليكشف الستار عن واحد من أكثر الكائنات ندرة وغموضاً في المنطقة، البالغ طوله 29 سنتيمتراً، عُثر عليه قرب حديقة حيوان ولاية آسام والحديقة النباتية في جواهاتي، قبل أن يؤكد خبراء الحياة البرية هويته بدقة عبر دراسة مقاييسه وخصائصه الجسدية الفريدة.
ويمتاز هذا النوع النادر بغياب مادة الميلانين، ما يمنحه قشوراً شاحبة وعينين حمراوين أو وردية اللون، وهي سمات المهق التي تجعل الثعبان مميزاً وسهل الرصد مقارنة بأقرانه.
وبعد توثيق حالته ودراسته، أُعيد إطلاقه بأمان في موطنه الطبيعي داخل غابة محمية، ما أتاح للباحثين متابعة هذا الشذوذ الوراثي الفريد في بيئته الأصلية.
ورغم افتقار الثعبان للألوان الطبيعية، إلا أنه يحتفظ بالصفات الشكلية الأساسية للـkeelback المتقلب من جسم نحيل ورأس مسطح، ما يمنحه القدرة على الحركة بسهولة في اليابسة والمياه.
ويعتمد هذا النوع غير السام على خفته في صيد الأسماك والضفادع، لكن لونه الفاتح يزيد من تعرضه للحيوانات المفترسة، وهو ما يفسِّر ندرة الثعابين المهق في الطبيعة.
ويشير الباحثون إلى أن المهق، الناتج عن طفرة وراثية تمنع إنتاج الميلانين، قد يعوق قدرة الثعابين على التخفّي وتنظيم حرارة الجسم، ما يجعل بقاءها في البرية أكثر صعوبة.