كشف «مستشفى العيون الطائر» التابع لمنظمة «أوربس»، الذي حطّ رحاله مؤخراً في مطار آل مكتوم الدولي بدبي، عن تقديم أكثر من 11.6 مليون زيارة رعاية عيون في مرافق صحية مدعومة من المنظمة حول العالم خلال السنوات العشر الماضية، ونفّذ في تلك الفترة ما يزيد على 607 آلاف عملية جراحية وعلاج بالليزر للعين، فضلا عن تدريب أكثر من 436 ألف متخصص في رعاية العيون والعاملين الصحيين بمختلف المستويات، وامتدت رحلات المستشفى إلى 80 دولة، حاملاً الأمل والنور لملايين المحتاجين في مناطق متعددة من العالم.
في وقت كشفت احصائيات حديثة متخصصة بطب العيون، عن أن نحو 1.1 مليار إنسان حول العالم يعانون فقدان البصر بدرجات متفاوتة، ويعيش 90% منهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تشكل محدودية الموارد الطبية ونقص خدمات الرعاية البصرية تحدياً جوهرياً أمام الحد من هذه المعاناة الإنسانية المتزايدة.
عشرات الملايين
وتفصيلا: قال مدير المستشفى موريس غيري لـ”الإمارات اليوم” على هامش جولة ميدانية على متن مستشفى العيون الطائر بالتعاون مع فيديكس ودار “أوميغا” : “على مدى 43 عامًا، أنجزت «أوربس» عشرات الملايين من فحوصات العيون، ونفّذت مئات الآلاف من عمليات العيون والعلاجات بالليزر للمرضى، وقدّمت مئات الآلاف من برامج التدريب لمتخصصي رعاية العيون على مختلف المستويات، بينهم عشرات الآلاف من الأطباء. ويواصل هؤلاء المتدرّبون تقديم رعايةٍ تُنقذ البصر في مجتمعاتهم، وكثيرٌ منهم يمضي أيضًا لتدريب مهنيين آخرين”.
وأوضح أن «أوربس» تركّز على بناء القدرات أكثر من عدّ العمليات؛ فالأولوية لعدد المتخصصين الذين ندرّبهم ونُمكّنهم كي يواصلوا تقديم رعايةٍ مُنقِذة للبصر في مجتمعاتهم طويلًا حتى بعد مغادرة الطائرة، لاسيما في ظل الواقع الصحي العالمي المقلق، حيث أن هناك 1.1 مليار إنسان يعانون فقدان البصر بدرجات متفاوتة حول العالم، ويعيش 90% منهم في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
سد الفجوة
وأضاف: “أنشأت مستشفى العيون الطائر للمساعدة في سد الفجوة بين مرضى العيون حول العالم، وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة، إذ يعد هذا المستشفى تعليميًا متخصصاً بالكامل في طب العيون، ويضم غرفة عمليات وقاعة دراسية وغرفًا للتعافي، إذ يقوم في جيله الثالث داخل طائرة من طراز MD-10 تبرعت بها شركة فيديكس.
وأفاد بأن المستشفى منذ رحلته الأولى في عام 1982، زار أكثر من 80 دولة، مُقدِمًا التدريب والعمليات الجراحية لعلاج حالات العمى وفقدان البصر الممكن تجنبها، مشيرا إلى مشاريع المستشفى تُسهِم في منح الأطباء والممرضين والمهنيين العاملين في مجال الرعاية البصرية المهارات والمعرفة التي تمكنهم من تقديم علاج يُسهم في تغيير حياة كثير من المرضى في المجتمعات التي يزورها.
وأضاف:” تُعد الكوادر الطبية في دبي من بين الأكثر تأهيلاً وكفاءة على المستويين الإقليمي والعالمي، بفضل ما تحظى به من برامج تدريب متقدمة وفرص تطوير مهني مستمرة، إلى جانب تبنيها أحدث الممارسات الطبية والتقنيات العالمية في مختلف التخصصات، وقد أسهم هذا التميز في ترسيخ مكانة دبي كمركز رائد للرعاية الصحية المتطورة، يقدم خدمات طبية بمعايير عالمية تواكب تطلعات المستقبل”.
تبرعات مالية
وفي حديثة، وأوضح نائب رئيس عمليات فيديكس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا طارق هنيدي، أن الشركة دعمت منظمة “أوربيس” منذ انطلاقتها بأكثر من 22 مليون دولار على شكل تبرعات مالية وشحنات عينية، كما غطت تكاليف قطع الغيار والصيانة وتدريب الطيارين، فيما يتطوع طياروها بوقتهم للطيران بالطائرة إلى وجهاتها حول العالم.
وأشار إلى أن فيديكس جدّدت في عام 2021 التزامها بمهمة “أوربيس” المتمثلة في إنقاذ البصر، عبر تبرع قدره 3.5 مليون دولار للمساعدة في توفير الدعم المالي واللوجستي والتشغيلي للمنظمة ومستشفى العيون الطائر التابع لها على مدى السنوات الخمس المقبلة، مضيفا أن هذا التعاون يُعد جزءًا من برنامج “فيديكس كيرز” العالمي للمشاركة المجتمعية الذي يهدف إلى منح المحتاجين الأمل والفرص في المجتمعات التي تخدمها فيديكس.
وقال:” مع قرب حلول مناسبة اليوم العالمي للإبصار، تجدد فيديكس التزامها بدعم “أوربيس” في القضاء على حالات العمى وفقدان البصر الممكن تجنبها حول العالم”. وقال: “يشكّل استقبال مستشفى العيون الطائر في دبي تذكيرًا بالجهود العظيمة المبذولة في أنحاء الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وإفريقيا لتوسعة المجال أمام المحتاجين للحصول على الرعاية البصرية عالية الجودة. ونحن حريصون على مساعدة المجتمعات المحلية على تعزيز أنظمة الرعاية الصحية وخلق فرص أكثر إشراقًا لمستقبل أفضل، من خلال دعم هذه الجهود بمواردنا وخبراتنا”.
سلاسة وفعالية
وقال مدير العمليات وصيانة الطائرات في “أوربيس” بروس جونسون، إن المنظمة تنظم بين الحين والآخر زيارات لمستشفى العيون الطائر التابع لها في دبي، ضمن مهام عملها في آسيا وإفريقيا. وأشاد بالدور الحيوي الذي تضطلع به فرق شركة فيديكس في مطار دبي الدولي ودبي وورلد سنترال على مدى أكثر من 18 عامًا، في دعم الطائرة بالخدمات اللوجستية وأعمال الصيانة أينما توجهت في المنطقة.
وأضاف جونسون: «في كل مرة نصل فيها إلى دبي، نُستقبل ترحيبًا أسريًا دافئًا. إن تفاني أعضاء الفرق وكرم ضيافتهم واستعدادهم لبذل الجهد الإضافي يجعل عملنا أكثر سلاسة وفعالية، ويضمن استعدادنا لتقديم رعاية صحية تنقذ أبصار المرضى المحتاجين أينما كانوا».
رسالة إنسانية
وقال كبير طياري “أوربيس إنترناشونال” الكابتن غاري دايسون:”لا يعتبر نفسي قائد طائرة فقط، وإنما “جزءًا من رسالة تهدف إلى تغيير حياة الناس للأفضل وإلى الأبد”.
وأضاف: “عندما نرى طفلًا يستعيد بصره وندرك أنه بات يحظى بفرص التعلم واللعب ودعم أسرته في المستقبل، ينتابنا شعور لا يصدق، لذلك أفخر بأنني قضيت وقتًا طويلًا من حياتي في العمل لدى فيديكس، التي أتاحت لطياريها رد الجميل للمجتمعات بهذه الطريقة القيّمة”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news