في تطور مفاجئ، خرج الملياردير الأمريكي بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، من قائمة أغنى عشرة مليارديرات في العالم، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، وأصبح جيتس، الذي كان لعقود رمزًا للثروة العالمية، يحتل الآن المرتبة 12 بثروة صافية تقدر بـ 124 مليار دولار، بعد انخفاض قدره 52 مليار دولار، أي نحو 30% من ثروته السابقة التي كانت تتجاوز 175 مليار دولار.

ويأتي هذا التراجع بعد مراجعة شاملة أجرتها وكالة بلومبرغ لتقدير ثروة جيتس، مع الأخذ في الاعتبار حجم تبرعاته الخيرية الهائلة، حيث أعلن الملياردير الأمريكي تعهده بالتبرع بـ 99% من ثروته لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، وقدّم حتى الآن أكثر من 60 مليار دولار للأعمال الخيرية، مع خطط لإنفاق 200 مليار دولار إضافية بحلول عام 2045، وهو الموعد المتوقع لإغلاق المؤسسة.

وساهمت هذه التبرعات، إلى جانب استثمارات جيتس المتنوعة عبر شركة «كاسكيد إنفستمنت»، في تقليص ثروته الشخصية بشكل ملحوظ، في مفارقة لافتة، تفوق ستيف بالمر، مساعد جيتس السابق وخليفته في رئاسة مايكروسوفت، على معلمه ليحتل المركز الخامس بثروة بلغت 172 مليار دولار، مستفيدًا من ارتفاع قياسي في أسهم مايكروسوفت خلال العقد الماضي.

وتجاوز جيتس في الترتيب كل من مؤسسي «ألفابت» لاري بيدج وسيرجي برين، والرئيس التنفيذي لشركة «نفيديا» جنسن هوانج، وصديقه القديم وارن بافيت، إلا أنه ورغم خروجه من قائمة العشرة الأوائل، يظل جيتس أحد أبرز الشخصيات في عالم الثروة والعمل الخيري.

ويمتلك جيتس حاليًا نحو 1% فقط من أسهم مايكروسوفت، بعد أن جمع أكثر من 60 مليار دولار من توزيعات الأرباح وبيع الأسهم على مر السنين، وتدير شركة «كاسكيد إنفستمنت» معظم ثروته، مع استثمارات في قطاعات متنوعة تشمل العقارات، الطاقة، والشركات العامة والخاصة، بالإضافة إلى ذلك، يمتلك جيتس أصولًا فاخرة مثل قصر «زانادو 2.0» في مدينة ميدينا بواشنطن، وطائرة خاصة، ومجموعة سيارات فارهة، لكن الجزء الأكبر من ثروته موجه نحو الأعمال الخيرية التي تركز على الصحة العالمية، التعليم، ومكافحة الفقر.

وولد بيل جيتس (وليام هنري غيتس الثالث)، في 28 أكتوبر 1955 في سياتل، واشنطن، وشارك في تأسيس مايكروسوفت عام 1975 مع بول ألين، وهي الشركة التي قادته ليصبح أول «سنتي-ملياردير» في العالم عام 1999 عندما تجاوزت ثروته 100 مليار دولار، وشغل منصب الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت حتى عام 2000، ثم ترك العمليات اليومية في 2008 ليتفرغ للعمل الخيري عبر مؤسسة بيل وميليندا جيتس، التي أسسها عام 2000 مع زوجته السابقة ميليندا فرينش جيتس.

وتعد مؤسسة جيتس، أكبر مؤسسة خيرية في العالم بأصول تجاوزت 75 مليار دولار في 2023، قدمت منحًا بقيمة 77.6 مليار دولار حتى الآن لدعم قضايا مثل مكافحة الأمراض، تحسين التعليم، والتنمية الزراعية في الدول الفقيرة، وفي 2010، شارك جيتس مع وارن بافيت في إطلاق «تعهد العطاء»، وهي مبادرة تشجع المليارديرات على التبرع بجزء كبير من ثرواتهم.