• Mon. Jul 21st, 2025

24×7 Live News

Apdin News

«عيون الدمية».. تتسلل إلى أحلام الصغيرات وتُهدّد بالعمى

Byadmin

Jul 21, 2025



انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، أخيراً، «تريند» يحمل اسم «عيون الدمية»، ويعتمد على حقن الفيلر تحت العين، بهدف الحصول على مظهر شبابي مستوحى من ملامح الدمى.

وحذّر أطباء من مخاطر هذه الظاهرة، مؤكدين أنها تسبب مضاعفات صحية ونفسية جسيمة، خصوصاً أن منطقة تحت العين تحتوي على أوعية دموية دقيقة مرتبطة مباشرة بتدفق الدم إلى العين، ما يجعل أي خطأ في الحقن بالغ الخطورة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن حقْن الفيلر تحت العين يؤدي إلى 10 مضاعفات صحية، أخطرها احتمال فقدان البصر.

وكشفوا عن حالات أصيبت بما يُعرف بـ«هجرة الفيلر»، حيث انتقلت المادة المحقونة من تحت العين إلى مناطق مجاورة كالخد، ما أدى إلى تشوه في المظهر، أو مضاعفات خطرة.

ولاحظ الأطباء تزايد تركيز الفتيات على المظهر الخارجي، على حساب تطوير الذات والمهارات الشخصية، وأرجعوا ذلك إلى الرغبة في تحقيق «النجاح الرقمي».

الوعي الطبي

وتفصيلاً، حذّر أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية، الدكتور أنور الحمادي، من الزيادة المقلقة في استخدام حقن الفيلر تحت العين، خصوصاً لدى المراهقات، مؤكداً أن هذا الإجراء يجب أن يتم عند وجود دواعٍ طبية واضحة، مثل علاج الهالات الغائرة أو بعض التجاعيد.

وأوضح أن حقن الفيلر تحت العين محفوف بمخاطر متعددة، خصوصاً أن هذه المنطقة حساسة، وقد يؤدي الاستخدام غير الصحيح إلى مضاعفات تشمل التورم والكدمات طويلة الأمد، وظهور تكتلات تحت الجلد، إضافة إلى ما يُعرف بـ«هجرة الفيلر»، حيث ينتقل من مكانه إلى مناطق مجاورة، مثل الخد، ما يسبب مظهراً غير طبيعي، ويستدعي تدخلات علاجية لاحقة، وقد تصل المضاعفات في حالات نادرة، إلى انسداد الأوعية الدموية وفقدان البصر، خصوصاً عند الفتيات اللواتي لم تكتمل لديهنّ ملامح الوجه وتوازنها الطبيعي.

وحذّر من خطورة تقليد «عيون الدمية»، مؤكداً أن الوصول إلى هذا الشكل عبر الفيلر أو الطرق الجراحية، مثل «تقنية الـCat Eye» قد يؤدي إلى نتائج غير طبيعية أو حتى مشوهة، ولا تناسب جميع ملامح الوجوه.

وأضاف أن «وراء هذه الصيحة تأثير المشاهير والمنصات الرقمية»، منتقداً الإفراط وسوء الاستخدام لحقن الفيلر في بعض العيادات، موضحاً أن «هناك عيادات تفتقر إلى ثقافة التوجيه أو الرفض، وتنفّذ أي إجراء بناء على الطلب، من دون مراعاة المضاعفات أو مدى الحاجة الفعلية».

ودعا الحمادي الفتيات إلى التفكير جيداً قبل الإقدام على أي إجراء تجميلي، مؤكداً ضرورة التفريق بين الحاجة الطبية الحقيقية والتقليد الأعمى لصيحات مؤقتة تتصدر منصات التواصل، موصياً باستشارة طبيب متخصص وموثوق به قبل اتخاذ أي قرار.

وشرح أن «الجمال لا يُقاس بالشكل الخارجي فحسب، بل يبدأ من الداخل ويُبنى على الثقة بالنفس والصحة النفسية والجسدية».

الأوعية الدموية

وحذّر استشاري طب وجراحة العيون، الدكتور عصام الطوخي، من أن «أي خطأ في حقن منطقة ما حول العين، قد يؤثر مباشرة في الجفون وعضلات العين، وتالياً الرؤية، لأن هذه المنطقة تُعدّ من أكثر المناطق حساسية في الوجه».

وذكر أن هناك حالات عدة حقنت تحت العين بالفيلر وتعرّضت لما يُعرف بـ«هجرة الفيلر»، ما سبب مضاعفات، مثل انسداد الشريان الرئيس للعين وفقدان البصر.

وأكد أن المنطقة بين الحاجبين (الجبهة) والجفون العليا والسفلى، بالغة الحساسية، نظراً إلى احتوائها على أوعية دموية ترتبط مباشرة بتدفق الدم إلى العين، ما يجعل أي تدخل غير دقيق فيها له عواقب وخيمة.

وتابع أن الفيلر يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تورم دائم أو كدمات مزمنة حول العين، مشيراً إلى أن بعض المرضى يضطرون لاحقاً إلى الخضوع لجلسات «إذابة الفيلر»، وفي حالات أخرى يضطر الأطباء إلى التدخل الجراحي لإزالته.

وقال: «حالات عدة راجعتنا بسبب مضاعفات ناتجة عن الفيلر حول العين، تمكنا من مساعدة بعضها بإجراءات بسيطة، وهناك حالات تطلّب الأمر تدخلاً جراحياً، فيما تأثر نظر آخرين بشكل دائم، ولم نتمكن من مساعدتهم على استعادة الرؤية».

الحملات الدعائية

وذكرت أخصائية الجلدية والتجميل، الدكتورة مودة بركات، أن حقن الفيلر تحت العين إجراء تجميلي غير جراحي، يهدف إلى تحسين مظهر المنطقة الواقعة تحت العين، من خلال حقن مادة «الهيالورونيك أسيد»، وهي مادة طبيعية موجودة في الجسم، وتُعدّ الأكثر شيوعاً في استخدامات الفيلر.

وبيّنت أن هذا الإجراء يُناسب الأشخاص الذين يعانون ظهور تجويف أسفل العين، سواء لأسباب وراثية أو نتيجة فقدان الوزن أو التقدّم في العمر.

وشرحت أن «الفيلر يملأ هذا التجويف ويُحسّن مظهر الهالات السوداء والانتفاخات والخطوط الدقيقة، كما يساعد على ترطيب الجلد وتعزيز جودته بشكل عام، ويشترط تقييم الحالة من قبل طبيب متخصص لتحديد مدى حاجة المريض الفعلية إليه، وأي نوع وكمية من الفيلر تناسبه».

وشددت على ضرورة عدم الانجراف وراء الحملات الدعائية التي تُروّج لأنماط تجميلية غير تقليدية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما يُسمى «عيون الدمية»، مشيرة إلى أن هذا النوع من التغييرات لا يتناسب – في الأغلب – مع ملامح الوجه الطبيعية، وقد يؤدي إلى نتائج غير متناسقة، داعية إلى استشارة طبيب متخصص قبل الإقدام على أي إجراء تجميلي.

أضرار نفسية

وأكد استشاري الأمراض النفسية، الدكتور محمود نجم، أن توجه الفتيات الصغيرات نحو تعديل ملامح الوجه، يعود إلى تأثير منصات التواصل الاجتماعي التي تُروّج لمعايير سطحية للجمال، ترتكز على الشكل الخارجي، ما أدى إلى اضطراب حقيقي في مفهوم القبول وتقدير الذات لدى هذه الفئة.

وأوضح أن هناك مراهقات منشغلات بمظهرهن الخارجي على حساب تطوير الذات والمهارات الشخصية، مدفوعات برغبة في نيل القبول الاجتماعي، وتحقيق «النجاح الرقمي»، من خلال زيادة عدد المتابعين والتفاعل على المنصات.

ورأى أن «هذا التركيز المفرط على الشكل يُحوّل الإنسان إلى منتج رقمي، ويشوّه صورة الذات، ويضع الفتيات في مقارنة دائمة مع من يُطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا».

وأشار إلى أن هذه الظاهرة ترتبط أحياناً باضطرابات نفسية، مثل اضطراب تشوّه صورة الجسد (Body Dysmorphic Disorder)، حيث يرى الفرد عيوباً وهمية أو يبالغ في تقييم تفاصيل جسدية غير ظاهرة، ما يجعله في حالة دائمة من القلق وعدم الرضا عن مظهره.

وأكد أن «هذا الاضطراب شائع أكثر بين الفتيات المراهقات، وتزداد حدّته في ظل الإهمال العاطفي أو النفسي من الأسرة، أو حتى نتيجة التنمر العائلي الذي لا يُستهان بأثره».

ودعا إلى تجنّب التدخل التجميلي، إلا في حال وجود عيب واضح يؤثر سلباً في نفسية المريضة أو يُعرّضها للتنمر بشكل متكرر، مثل حالات زيادة الوزن المرضية أو وجود تشوهات خَلقية، أما إذا كان السبب نفسياً بحتاً، فالواجب هو التوجّه إلى طبيب نفسي متخصص، لأن الإجراءات التجميلية قد تفتح باباً لا ينتهي من المحاولات غير المجدية، وتُفاقم المشكلة النفسية بدلاً من علاجها.

وشدد على أن دور الأسرة في هذه القضية حاسم وأساسي، إذ إن تعزيز تقدير الذات لدى الفتيات يجب أن ينطلق من داخل المنزل، من خلال دعم المواهب والمهارات، وتقديم التقدير والثناء على الإنجازات الشخصية وليس فقط على المظهر.

وقال إن «البنت في سن 12 أو 13 عاماً لن تستطيع بمفردها اكتشاف شغفها أو صقل مواهبها، بل تحتاج إلى دعم مباشر من أهلها، ليكون النجاح الحقيقي هدفاً، لا النجاح الظاهري على مواقع التواصل».


10 مضاعفات صحية

■ التورم طويل الأمد.

■ كدمات مزمنة.

■ تكتلات تحت الجلد.

■ تغيّـر لون البشرة.

■ الحساسية.

■ الالتهابات.

■ هجرة الفيلر (انتقاله من تحت العين إلى الخدود).

■ تشوه شكل العين.

■ انسداد الأوعية الدموية.

■ فقدان البصر.

By admin